نصف قرن من الحضور الإعلامي الرياضي المميز لم تشفع لعبدالسلام فارع في الحصول على جائزة هو أكبر منها كقيمة وأسم، لكنها كانت تعني له تقديراً معنوياً لمسيرته الملهمة.
بمناطقية طافحة، وقف نائف البكري وزير الشباب والرياضة في حكومة عدن عائقاً أمام تكريم عبدالسلام فارع ،أحد هامات الإعلام الرياضي في اليمن. البكري، الذي تلقى عديد الإهانات من الإمارات التي منعته من دخول أراضيها لحضور نهائيات أمم آسيا، وكذلك من السلطات السعودية التي يتواجد في أحد فنادقها ولا يستطيع مغادرة غرفته إلا بإذن من أمن المملكة، حاول لفت الأنظار إليه بطريقة مثيرة للشفقة.
حالة الفراغ الشديد التي يعاني منها البكري الممنوع من العودة إلى عدن لم تُخفي آثارها السيئة على وزير المنفى الذي تطارده هزائمه واخفاقاته، فما كان منه إلا التسلل إلى منطقة كبار الإعلام اليمني ليوجه ضربة مرتعشة للاستاذ عبدالسلام فارع صاحب الفضل على جيلين من منتسبي الإعلام الورقي والإذاعي والتعليق الرياضي اليمني.
البكري الذي سقط أمام الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بنتيجة عشرية، أراد الانتقام منها في شخص عبدالسلام فارع، فقام بإيقاف تكريمه بوشاية وجدت في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ممثلا برئيسه الأردني محمد جميل عبدالقادر أذناً صاغية للأسف. ولم يعد خافياً أن البكري يكن عداءا شديدا للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، لأنها مثلت ضوء في نفق الأحداث المأساوية التي تعيشها اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام، وله مطلق الحرية في ذلك، لكن استهداف الأشخاص خاصة الرواد الأوائل وإقحامهم في صراعه الكيدي مسألة تزيد من تقزيمه.
على البكري الصغير في حسابات الوطن والإعلام معرفة حجم الفعل المشين الذي اقترفه بحق إعلامي يمني مخضرم كالأستاذ عبدالسلام فارع، المعلم والصديق المترفع عن المهاترات والمكايدات.
الأذية التي تعمدها البكري للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، والأستاذ عبدالسلام فارع لم يستطع تدوينها في سجلات "إنجازاته"، وقد ارتدت عليه خسارة مدوية أمام الجمعية "الكيان الجامع".. وغدا سنحتفي سوياً بتكريم "الأستاذ" و "الوطن ".