الأهداف تتفوق على الأحذية

محمد النظاري
محمد النظاري

 لم يجد الجمهور الإماراتي ما يرد به على إبداع لاعبي العنابي، سوى قذفهم بالأحذية (أعز الله قدركم)، ولم تحول تلك الرميات من اختراق شباك منتخبهم في أربع مناسبات.

القطريون دخلوا المباراة بعوامل عدة ، فهم بدون جمهور -بعد منع الجماهير القطرية من الدخول للإمارات- وهم محاصرين وغيرها من العوامل التي كانت كفيلة بأن يكون الرد عليها قاسيا داخل الملعب وهو ما حدث بالفعل.

الإماراتيون سخروا كل الإمكانيات من أجل أحداث فوز كاسح يجعلهم يواصلون تقديم قطر (بحسب اعتقادهم) ولكن ما آلت إليه نتيجة المباراة قزمهم في عقر دارهم. هي مباراة رياضية ، هذا شيء صحيح، ولكن يغالط نفسه من أبعدها عن أجوائها السياسية، ولهذا جاءت مشحونة بسموم السياسة. لم يفسد القطريون فقط فرحة الإماراتيين بفوزهم الكبير ، بل أفسد عليهم أعجاب الجميع بالجماهير التي كانت -إلى ما قبل لقاء قطر- فاكهة البطولة.

التعاطي السيء من قبل الجماهير الإماراتية مع نتيجة المباراة ، هو نتيجة طبيعية للشحن الكبير الذي تعرضوا له من قبل وسائل إعلامهم، والذي صور لاعبي العنابي بأنهم أعداء وليسوا منافسين . هذه الصور السيئة هي نتفوق فيها كعرب، على دول العالم ، التي تفصل بين الرياضة والسياسة إلا ما نذر، أما نحن فنخلط الأمور ببعضها للأسف الشديد.

الاماراتيون اخرجوا البطولة -من حيث الأعداد والتجهيز- على اروع ما يكون، وهو ما ينبغي كعرب أن تفاخر فيه. المستوى الفني للبطولة كان جيدا -بالرغم من العدد القياسي للمشاركين- فلاول مرة يشارك 24 منتخبا . ما ميز البطولة كذلك ، أن المنتخبات التي تأهلت لأول مرة أعطتها نكهة جميلة، ما عدى منتخبنا الذي خرج صفرا في كل شيء.