مأزق عابر للحدود

عبدالحميد الكمالي
عبدالحميد الكمالي

  

في تاريخ كرة القدم تحدث خلافات واختلافات بين المشجعين والاندية وتنحرف بعيداً عن المسار الرياضي ولو فتشنا في بهو التاريخ لوجدنا أن حرباً بدأت بعد نهاية مباراة بين دولتين متجاورتين, الهندوراس والسلفادور في يونيو عام 1969م حيث أوقعت القرعة لقاء مصيري بين المنتخبين للتأهل إلى كأس العالم في المكسيك بنسخة 1970م وبعد أن فازت الهندوراس في ارضها واعتدت الجماهير على مشجعي السلفادور التي قدمت شكوى للأمم المتحدة بتسميتها القديمة , جاء موعد المباراة في ارض السلفادور التي تفوقت وكان التأهل من نصيبها ولم تطلق صافرة النهاية إلا وجيوش البلدين محتشدة بكل تعبئتها العامة على الحدود لتبدأ حرب بين البلدين سميت ( حرب كرة القدم ) وكادت تتكرر الحادثة في تصفيات كأس العالم 2010م بعدما اوقعت القرعة لقاء مصيري أخر بين مصر والجزائر للتأهل لكأس العالم بجنوب افريقيا بعد أن تساوى الفريقان بعدد النقاط ولم يحتسب فارق اهداف المواجهتين المباشرتين , فتقرر اقامة مباراة فاصلة بارض محايدة كانت الخرطوم مسرحها , فبعد صافرة نهاية المباراة وتأهل الجزائر اثر فوزها بهدف نظيف توالت اعمال شغب كبيرة استمرت حتى خارج الملعب بين مشجعي البلدين لتدخل مصير كرة القدم بين البلدين بمأزق ....
لكن المأزق التي يعيشه اتحاد كرة القدم اليمني سيسجل بموسوعة جينس لأغرب مأزق , حيث يعيش اتحاد لكرة حائراً بوضع معسكر المنتخب الوطني الذي تنتظره بطولة قارية مثل كأس اسيا ويشارك بها للمرة الأولى بتاريخه , حيث يعسكر نصف المنتخب بلاعبين محليين في السعودية ونصف الأخر وأغلبهم في قطر مع انديتهم المحترفة , حيث كان من المقرر أن يعسكر المنتخب في قطر لكن الظرف السياسي بين السعودية وقطر ألقى بظلاله على معسكر المنتخب , بين إقامة المعسكر في السعودية أم قطر , وهما الدولتين التي تعيشان صراعاً كبير بعيداً عن الحرب الحاصلة باليمن . 
قطر منذ بداية الحرب كانت تستضيف مباريات ومشاركات المنتخب الوطني على ملاعبها وتقدم كل التسهيلات بينما السعودية تدخلت حالياً بطرق مغلفة لمنع المنتخب من إقامة معسكره في قطر لتربك مخطط المعسكر الذي اعلن عنه مسبقاً من اتحاد كر القدم اليمني , لاسيما أن المنتخب تنتظره اربع مباريات ودية كان سيقيمها في قطر , ليستقر المدرب السلوفاكي جان كويسان على التشكيلة النهائية للمنتخب التي ستخوض بطولة أسيا .
قد يكون لكل طرف وقارئ ومتابع رأي بهكذا مأزق بأن يوضع اتحاد كرة وسطاً بين دولتين بينهما صراع , ويتعاطف مع أحد الطرفين مقدماً بعض القرائن والدلائل لرأيه وتعصبه , و لكننا نترك الأمر بعيداً عن العواطف والمكاسب السياسية للبلدين وسنقف خلف رجل اتحاد الكرة بما سيتخذه الشيخ صالح العيسي رئيس اتحاد كرة القدم اليمني وسنكون مساندين له للخروج من المأزق التي وضع اتحاد لكرة به , أثق بالشيخ العيسي كثيراً وبمواقفه الشجاعة التي اوصلت المنتخب لكأس آسيا بأنه سيخرج المنتخب بشكل جيد مع الاحتفاظ بكل الود للاتحاد القطري لكرة القدم والاتحاد السعودي لكرة القدم