عقوبات الإتحاد العربي.. لنتمهل قليلاً!

فوزي حسونة
فوزي حسونة

ربما سيدفع الفيصلي الأردني ثمناً باهظاً لم يدفعه من قبل على امتداد مسيرته الكروية الطويلة، جراء مشاركته في البطولة العربية للأندية التي أختتمت مؤخراً في مصر، رغم أن النادي وفي بيانه الصادر قبل أيام، أكد حرصه واعتزازه بالمشاركة في البطولات العربية كافة.

والإعتراف بالذنب فضيلة، ولا يمكن لأي إنسان في رأسه عقل، الإشادة بتصرفات عدد من لاعبي الفيصلي بعد انتهاء لقائهم أمام الترجي التونسي، فهم لم يحسنوا التصرف أبداً، وخرجوا عن طورهم في لحظة غضب عارمة.

والحادثة تعتبرغريبة ولم نعهدها من قبل ولم يسبق أن حدثت في ملاعب الكرة الأردنية، ومهما كان حجم الخطأ الذي كلفهم افتقاد لقب البطولة العربية، فإن ذلك لا يبرر تصرفاتهم على الإطلاق.

واللاعبون الذين حاولوا الإعتداء على حكم المباراة، كان يفترض بهم ووفقاً لخبرتهم الدولية وتاريخهم الكروي أن يضبطوا أعصابهم ، فما قاموا به لا يليق بلاعبين يرتدون قميص ناد عُرف منذ الأزل بمبادئه التي تضع الأخلاق في مقدمة أولوياته.

لكن في الوقت ذاته من سيحاسب الإتحاد العربي نفسه على تقصيره، فهو أخطأ أولاً في تنظيم البطولة حيث أحدثت بلبلة على هامش التغير المفاجىء للتعليمات وسحب قرعة الدور نصف النهائي وشحن وفد الفيصلي كاملاً.

كما أن الإتحاد العربي وعبر اللجنة المنظمة أخطأ خطأ فادحاً عندما قام بتعيين حكم مثير للجدل مسبقاً، وسجله معروف بأنه مليء بالإشكاليات والأزمات ، وتم برغم ذلك تجاهل الأخذ بالتحفظ الشفهي للفيصلي على الحكم.
ومن حق الإتحاد العربي المطالبة بالحصول على ايفادات عدد من لاعبي الفيصلي حول أحداث المباراة ، إلا أننا لم نسمع حتى الآن عن أي عقوبة صدرت أو ستصدر، بحق حكم المباراة، بعدما ارتكب خطأ لا يغتفر، بحرمانه لفريق مجتهد من فرصة المنافسة على أول لقب عربي في مسيرته الكروية.

وعندما يكون خمسة من لاعبي الترجي في حالة تسلل، ويتم احتساب الهدف، ألا يؤكد ذلك بأن طاقم التحكيم كله لا يستحق أن يدير مباراة في كرة القدم بعد اليوم، وذلك حفاظاً على نجاح أي بطولة يشاركوا فيها، فمن سيحاسب من أناط المهمة بحكام لم يحسنوا ضبط خمسة لاعبين في مصيدة التسلل؟!..وهل سيتم شطبهم من سجل الحكام الدوليين، أم سنتمسك بمقولة أن الحكم غير منزه عن الخطأ؟.

ذلك يقودنا، إلى أن الإتحاد العربي وكل من سيشارك في إصدار العقوبة بحق النادي الفيصلي، عليه أن يتدارس أولاً الأحداث بتأن وواقعية وشمولية وعقلانية ، يدرس الفعل وردة الفعل ويربطهما بأهمية الحدث، ويتمعن بظروف الملعب، وكيف لحكم أن يخرج بحماية لم تكن كما يجب.

أخطأت اللجنة المنظمة في وضع التريبات اللازمة للمشهد النهائي، ولم يتم توفير الحماية اللازمة لحكم المباراة رغم ما شهدته المباراة من أخطاء واعتراضات أوحت بأن الحكم قد يتعرض لمحاولات الإعتداء.

ولم نتمنى بمنتهى الصدق، للحظة واحدة مشاهدة عدد من لاعبي الفيصلي في هذا الموقف لأن كرة القدم أخلاق قبل كل شيء.. ولتذهب كرة القدم للجحيم، إن كنا سنتصرف يوماً بهذه الطريقة.

نسرد ما سبق، ليس من باب التشكيك بنزاهة الإتحاد العربي وعدالته، وليس للإساءة لأي طرف كان، وإنما لأن ما شهدته المباراة النهائية كان بمثابة الخطأ المشترك من أطراف متعددة، ولم يكن الخطأ محصوراً بلاعبي الفيصلي وحدهم .. لذلك وجب التروي قليلاً قبل اتخاذ أي عقوبة وذلك عبر الإلمام الشامل بالمسببات والأسباب.. حتى ينال كل مخطىء عقوبته بعدالة.